أشعر أنني لم أعن لك شيئا يوما ما .. فما كنت سوى شخصية من شخصيات روايتك .. شخصية وجدت لفترات متعددة في هذه الرواية .. يكون ظهورها واختفاؤها تحت تصرفك انت .. فأنت الوحيد المتحكم فيها .. ينزل ويرفع الستار عنها مرات عديدة وقتما تشاء أنت لا هي .. لكن هذه المرة عندما أنزلت الستار خرجت هي من هذه الرواية بلا رجعة .. وأيضا لم ولن تعني لك شيئا .. فما كانت سوى شخصية من شخصيات روايتك المريضة التي توهم نفسك بأنها حياة تحياها بعد رسمها واختيار شخصياتها الذين تقحمهم فيها دون معرفتهم أنهم في رواية تمثيلية وليست حياة حقيقية .. فيعيشون هم الحياة وتعيش انت الرواية التي تكتب سطورها وأحداثها بنفسك والجميع يعيشون في نفس الدائرة بكل صدق وحب وتفاني وانت الوحيد من تمثل على كل شخصيات الرواية فجميعهم لا يعرفون أنها مجرد رواية من تأليفك وتحت تصرفك ( أحداثها - أماكنها - شخصياتها ) إلا الشخصية الوحيدة التي عرفت حقيقة الأمر وخرجت من روايتك .. خرجت من روايتك سريعا قبل أن تكتب أنت أيضا نهاية دورها فاختارت أن تكتبها هي هذه المرة .. والتي لن تؤثر معك في شيء فلن تعجز عن تحويل مسار روايتك وتغيير جزء بسيط فيها أو إزالته بالكامل .. فتابع في طريق روايتك .. ولكن يا هل ترى من سيكتب نهاية هذه الرواية وكيف ستكون ؟ .. هل ستكتب أنت النهاية كما اعتدت دائما أم سيتغير مجرى الرواية كاملة بأن تفوق شخصية أخرى من شخصيات روايتك المختارة ولكن ليس لتخرج وتغلق من خلفها الستار وإنما لتدخل المؤلف في سياق الرواية .. لتدخل لاعب عرائس الماريونيت في اللعبة وتمسك هي بخيوط اللعبة لتلعب به وتذيقه مما أذاقهم .. أم يكون هذا التحول في مسار الرواية على يد شخصية جديدة يخطأ في اختيارها فما تكون بسذاجة الآخرين إنما تكون بدهاء يفوق دهائه ومكره .. فمن يعرف ......
No comments:
Post a Comment